معالي الوزيره أميلي هابر، وزيرة الدولة للشؤون الخارجيّة
سعادة عميد السلك الدبلوماسيّ،
سعادة عميد السلك الدبلوماسيّ العربيّ،
سعادة السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسيّة المحترمين،
اخواني ابناء الجالية اللبنانية
الحضور الكريم،
يشرفني أن أرحب بكم في الإحتفال بالذكرى الـ 70 لاستقلال لبنان، وهو الذي كان ثمرة تضحيات جميع اللبنانيين بمختلف أطيافهم.
يحظى الإحتفال بهذه المناسبة الوطنيّة هذا العام بأهميّة خاصة، إذ أنه يتزامن مع الذكرى الستين لبدء العلاقات الدبلوماسيّة ما بين الجمهوريّة اللبنانيّة وجمهوريّة ألمانيا الإتحاديّة، على أنّ العلاقه ما بين الشعبين الصديقين ترقى إلى زمن بعيد يتجاوز في بعده الإنسانيّ حدود السنوات الستين المنصرمه وهي مبنيّة على أساس هذا الموروث الإنسانيّ من علاقات الود والإحترام المتبادل والتعاون الثنائيّ والعمل المشترك إن على الصعيد الوطني أو على صعيد المحافل الدوليّة.
وكما أنها مبنيّة على أساس القيم المشتركة القائمة على الإلتزام بالديمقراطيّة وباحترام حقوق الإنسان والحريّة الفرديّة وبالتداول السلميّ للسلطة وباحترام سيادة القانون واحترام الحقّ بالتنمية .
فألمانيا هي عضو فاعل في الشراكة الأوروبيّة المتوسطيّة وهي عضو فاعل في المحافل الدوليّة ولها أيادٍ بيضاء في مؤازرة لبنان بالكثير من الدعم في متلف هذه المحافل.
ونذكر منها بالكثير من التقدير، وذلك على سبيل المثال لا الحصر، قيام جمهوريّة ألمانيا الإتحاديّة بقيادة المكون البحريّ لليونيفيل تطبيقاً للقرار رقم 1701 الصادر عن مجلس الامن الدولي. هذا فضلاً عن أنّها كانت في طليعة الدول الأوروبيّة التي بادرت إلى استقبال أعداد كبيرة من المواطنين اللبنانيين الذين لجأوا إلى ألمانيا خلال سنوات الحرب الأهليّة التي عصفت بلبنان.
كما نذكر منها بالكثير من التقدير أيضاً المساعدات الإنسانيّة التي قدمتها ولا تزال تقدمها ألمانيا إلى لبنان لملاقاته في جهوده الجبارة للوفاء بالتزامه الإنسانيّ تجاه النازحين السوريين الذين لجأوا إليه بأعداد كبيرة تتجاوز طاقته على الإستعياب.
وينظر لبنان بالكثير من التقدير إلى قرار الحكومة الألمانيّة باستقبال خمسة آلاف لاجئ سوريّ من ضمن أولئك الذين نزحوا إلى لبنان، وقد بدأت طلائع هؤلاء بالوصول إلى ألمانيا في خلال شهر تشرين الأوّل المنصرم.
ولبنان، انطلاقاً من رسالته الحضاريّة التي جعلت منه ملجأً وملاذاً آمناً لكل مهمّش ومضطهد لأسباب فكريّة أو دينيّة أو عقائديّة أو إثنيّه، وانطلاقاً من إرثه الإنسانيّ، لم يتنصّل في يوم من الأيام من واجباته الإنسانيّة تجاه المعانات الإنسانيّة للآخرين، غير أنّه لا يمكن تحميله أكثر مما يقوى على احتماله، وهو يعتبر بأنّ مسألة التعاطي مع اللاجئين السوريين هي مسؤوليّة تقع على عاتق المجتمع الدولي الذي يتعيّن عليه مؤازرة لبنان بالكثير من الدعم.
ولبنان الصغير بحجمه الكبير برسالته الحضاريّه الملتزم بالقضايا العربيّة وبالعمل العربيّ المشترك، والذي قدّم الكثير من التضحيات في هذا السبيل إرتأى سياسة النأيّ بالنفس عن الأزمة السورية، وهذا ما أكّد عليه فخامة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال سليمان في كلّ المناسبات والمحافل الدوليّة منذ بدء الأزمة السوريّة.
ولبنان ينتهج على الصعيد الداخلي سياسة الحوار، على اعتبار أنّها ركيزة أساسيّة من ركائزه الوطنيّة وهي تمثّل جوهر ديمقراطيته التوافقيّه، لحلّ التباينات الداخليّة التي تعصف به، وهو متمسّك بنظامه الديمقراطيّ وبتعدديته وتنوعه وبالمحافظه على مؤسساته الدستوريّه.
أخيراً، أودّ أن أعبر عن شكري لحسن الضيافة التي يلقاها مغتربونا اللبنانيون في جمهوريّة ألمانيا الإتحاديّة. وإني لأتمنى على مغتربينا اللبنانيين أن يبادلوا حسن الضيافة التي يلقونها من الشعب الألمانيّ بالكثير من المحبّة والوفاء.
فجمهوريةّ ألمانيا الإتحاديّة منحت مغتربينا اللبنانيين فرصة الإحساس بالأمان، الأمان الشخصي والإجتماعي والإقتصاديّ والعلميّ والثقافيّ، بعد أن كانوا قد فقدوا هذا الشعور إبان سنين الحرب التي عصفت بلبنان. وهي شكلت موطن رجاء وأمل للكثير من مغتربينا اللبنانيين إبان هذه الفترة العصيبه.
فلبنان يعتز بمغتربيه اللبنانين في المانيا، واني اذ أدعوهم إلى إثراء المجتمع الألماني بخصوصيتهم الثقافيّة التي يتعيّن المحافظة عليها، أدعوهم أيضاً إلى الإندماج والتفاعل مع هذا المجتمع الحضاريّ كما هي حال اللبنانيّ أينما حلّ في بلاد الإغتراب.
أشكر لكم مشاركتكم لنا في الإحتفال بالعيد الوطنيّ الـ70 لاستقلال لبنان، وأتمنى لكم أمسية طيبة بهذه المناسبة الوطنيّة.
عشتم وعاش لبنان وعاشت الصداقة والأخوة اللبنانيّة - الألمانيّة.
< Rede des Botschafters Libanon S.E. Dr. Mustapha ADIB am 25.11.2013 in Berlin anlässlich der Feier zum 70. Jahrestag der Unabhängigkeit des Libanon